روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | المنهج النبوى فى التعامل مع الزوجة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > المنهج النبوى فى التعامل مع الزوجة


  المنهج النبوى فى التعامل مع الزوجة
     عدد مرات المشاهدة: 2743        عدد مرات الإرسال: 0

فى كثير من الأحيان يضن الزوج على زوجته بالكلمة الحلوة والمشاعر الدافئة، ناسياً أو متناسياً وقعهما الطيب على المرأة، والسؤال: هل أغفلت الشريعة الإسلامية السمحاء الجانب النفسى فى التعامل بين الزوجين؟ وما هى سنة رسولنا الكريم فى معاملة زوجاته؟

ورداً على ما سبق يقول د. طه أبوكريشة عضو مجمع البحوث الإسلامية: يذكر القرآن الكريم الزواج بإعتباره آية من آيات الله فى الكون فيقول تعالي: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم:21]، وفى هذه الآية الكريمة تأكيد على أن السكون النفسى والمودة والرحمة بين الزوجين هى مقومات الحياة الزوجية، وهذه المقومات كلها نفسية وليست مادية ولا معنى للحياة الزوجية إذا تجردت من تلك المعانى وأصبحت مجرد أجساد متقاربة وأرواح متباعدة، بل إن القرآن والسنة يحثان الزوج على حس الخلق مع الزوجة وإحتمال الأذى منها فقال تعالي: {وعاشروهن بالمعروف}، وقال: {والصاحب بالجنب}، وذكر بعض العلماء فى تفسير الآية الكريمة أن المقصود منها هو المرأة، وليس من حسن الخلق معها كف الأذى عنها فقط بل الحلم عند غضبها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول لعائشة رضى الله عنها: «إنى لأعرف غضبك من رضاك»، قالت: وكيف تعرفه؟ قال: «إذا رضيت قلت: لا ورب محمد، وإذا غضبت قلت: لا ورب إبراهيم»، قالت: صدقت إنما أهجر اسمك... وكانت سيرته مع زوجاته مثالاً للرقة والحنان فكانت إذا شربت إحداهن من الإناء أخذه فوضع فمه موضع فمها وشرب، وكان يتكئ فى حجر عائشة ويقرأ القرآن، وكان يسرب إليها بنات الأنصار يلعبن معها، وكانت إذا هويت شيئاً لا محظور فيه أعطاها إياه ووافقها عليه، وكان صلى الله عليه وسلم يبادل زوجاته الحب والإخلاص، ويعاملهن على هذا الأساس، وحينما سأله عمرو بن العاص: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، ولم يكن ذلك ليخجله أن يسمعه الناس وينقلوه عنه فى كل زمان ومكان، بل إنه كان يحتفظ بحبه وإخلاصه لزوجاته ولو بعد أمد طويل، فحينما حاولت عائشة إستكشاف مكانة خديجة عنده بعد وفاتها لم يسعه إلا أن يذكرها بخير وبر قائلا: «آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل منها بولد»، وفى هذا درس عملى بليغ للأزواج الذين ينسون تضحيات زوجاتهم أو ينكرونها.

وهو بعد كل هذا يحذر من تضييع الأهل، أو التقصير فى القيام بإحيتاجاتهن ومطالبهن فيقول: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول».

ومن مبادئ الإسلام السامية أنه إعتبر النساء شقائق الرجال، ومن هذا المنطلق وصفت عائشة أحوال النبى فى بيته بأنه كان يعمل بيده، كما يعمل أحدكم فى بيته، يخدم أهله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، كما كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يتكلم فى غير حاجة، وطالما كان يوصى بالنساء خيرا ويقول: «لا يفرك -لا يبغض- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها آخر»، وقد نقل عنه أنه ما ضرب امرأة قط.

وفى مجمل صفاته وحسن عشرته مع زوجاته وإكرامه لهن يصدق قوله «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» هكذا تسير سفينة الحياة الزوجية بسلام.

الكاتب: نورا عبدالحليم.

المصدر: جريدةالأهرام اليومى.